زى النهارده.. طاهر الشيخ يظهر بقميص الأهلى لأول مرة والإسماعيلى يودع رضا


فى مثل هذا اليوم 28 سبتمبر 1974، شارك طاهر الشيخ فى أول مباراة رسمية بقميص الأهلى بعد عودته من كندا، وقاد الأهلى للفوز على الشرقية برباعية، ولد طاهر محمد ممدوح حلمى الشهير بـ(طاهر الشيخ) فى الرابع من أكتوبر 1952 بحى سموحة بالإسكندرية، وبدأ مشواره الكروى فى نادى سموحة، وبعد تألقه انتقل طاهر لنادى الأولمبى وواصل تألقه فى هذا النادى حتى انتقل إلى النادى الأهلى فى موسم 1974 – 1975.


وعن انضمامه إلى النادى الأهلى، يقول عدلى القيعى مهندس صفقات القلعة الحمراء فى تلك الفترة، “عرضت فكرة انضمام الشيخ للأهلى على المايسترو صالح سليم، وقلت له هناك لاعب صاحب “استايل” تحبه جدا، وهو فى الـ18 من عمره، واسمه طاهر الشيخ، ويلعب فى النادى الأولمبى السكندرى”.


وبالفعل ذهب القيعى والفريق مرتجى رئيس مجلس إدارة النادى الأهلى وقتها إلى عبد العزيز سالم، رئيس مجلس إدارة النادى الأولمبى، وطلبنا شراء اللاعب، فرد علينا بقوله الاستغناء عن اللاعب مقابل 50 ألف جنيه.


وانتقل طاهر الشيخ للنادى الأهلى موسم 1974- 1975، وسجل فى أول مشاركة له مع الأهلى هدفين فى مرمى الشرقية، وفاز المارد الأحمر وقتها بأربعة أهداف دون مقابل وأحرز معه محمود الخطيب، وسمير حسن.


طاهر الشيخ يعتبر من النجوم البارزة فى فترة السبعينات وبداية الثمانينات، حيث سجل 24 هدفًا فى الدورى من عام 1974 حتى عام 1981، ولا ينسى عشاق النادى الأهلى لطاهر الشيخ، مشاركته مع الجيل الذهبى للكرة المصرية فى نهائى كأس مصر أمام الزمالك فى 28 أبريل 1978 حين دفع المدرب المجرى هيديكوتى به هو ومحمود الخطيب، فى لحظات حاسمة من عمر المباراة، وكان الزمالك متقدما بهدفين مقابل هدف واحد، وأحرز هدفين وجمال عبدالحميد، هدفًا ليفوز الأهلى بأربعة أهداف مقابل هدفين للزمالك.


كما اقتحم طاهر الشيخ مجال التمثيل، رغم أنه لم يكن يرغب فى التمثيل بعد العروض التى قدمت له، حتى إنه رفض فى البداية عرض المخرج أحمد يحيى المشاركه فى فيلم “رحله النسيان”، وتحجج بضرورة موافقة المدرب ليشارك فى الفيلم، لتأكده أن مدرب الفريق سيرفض الفكرة من الأساس، لكن هديكوتى مدرب الأهلى فى هذا الوقت ووافق، ليظهر طاهرالشيخ للمرة الأولى والأخيرة فى فيلم رحلة النسيان.


وفى مثل هذا اليوم 28 سبتمبر لعام 1965 رحل عن عالمنا “رضا” نجم الإسماعيلى المتميز وأحد أشهر النجوم فى قلعة الدراويش، ولد محمد مرسى حسين الشهير بـ”رضا” فى 8 أبريل 1939 بشارع الفن بحى المحطة الجديدة بالإسماعيلية، وظهر نبوغه المبكر منذ عرفت قدماه الطريق إلى الشارع، ثم التحق بفريق المدرسة الميرية عام 1944 وفى عام 1954 ضمه على عمر لأشبال الإسماعيلى، وفى عام 57 انتقل الخمسة الكبار لنادى القناة لتأمين مستقبلهم فهبط الإسماعيلى لدورى المظاليم عام 1958 حتى استطاع بجهد عاشق الكرة رضا وزملائه وبعد مرور ثلاث سنوات من المرارة فى دورى النسيان أن يحقق للإسماعيلية أملها ويعود للدورى الممتاز فى موسم 61/62.


 


ولموهبته الفذة تمكن رضا من جذب إليه الأنظار فى كل مباراة يلعبها بألعابه السحرية الخارقة وقدرته الفائقة فى تسجيل الأهداف من جميع الزوايا والأوضاع، وكان اللاعب الوحيد من أندية الدرجة الأولى الذى مثل منتخب مصر وعمره 18 عاما حتى أنه لعب أكثر من 80 مباراة دولية، كما مثل مصر فى دورة روما الأوليمبية عام 1960 والدورة العربية بالمغرب 61 والدورة الأفريقية فى غانا 63 والدورة العسكرية بألمانيا الغربية 64.


 


لعب رضا فى جميع مراكز الهجوم فى وقت كانت خطط اللعب السائدة تقوم على الظهير الثالث وخمسة مهاجمين ولعب جناحا أيمن للفريق القومى المصرى، وكان من أبرز اللاعبين فى هذا المركز فى المباريات الدولية وكان رجل كل المباريات الصعبة واللحظات الحرجة.


 


كان رضا قائدا لفريقه وهدافه وصانع ألعابه، وامتلك رضا من المهارات الفنية ما لم يمتلكه لاعب كرة فى تاريخ الكرة المصرية وبرع فى المراوغة وتسجيل الأهداف من جميع الزوايا واشتهر بإجادته للضربات الثابتة، وقال فيولا مدرب البرازيل الشهير عن رضا إنه أحسن جناح أيمن فى العالم بعد جارنشيا المعجزة وأطلق عليه النقاد المصريون الألقاب.


 

الساحر والفنان والأسطورة


لعب رضا مع جيلين من العمالقة “السيد أبو جريشة وصلاح أبو جريشة وبايضو وفتحى نافع وفكرى راجح ثم مع جيل سيرك الدراويش شحتة والعربى وأميرو ويسرى طربوش وسيد السقا وعبد الستار عبد الغنى وحودة وميمى درويش والسنارى وانوس ثم جيل حسن مبارك وامين دابو وأسامة خليل وهندى وأبو امين وأبو ليلة.


وكان رضا إنسانا بمعنى الكلمة يعشق الإسماعيلى ويحب زملاءه ويضحى بما لديه من مال من أجل ناديه، كان يحب الحياة والضحك والعزوة، كان لاعبا له ثقله ويستطيع أن يقلب كل الموازين فى أى مباراة لصالح فريقه حتى وهو مصاب كان يحرز الأهداف.


ورغم أنه قفز بالإسماعيلى إلى مصاف الأندية الكبرى وأصبح بفضله “بعبع” لأندية القاهرة، فقد منحه النادى وظيفة مناسبة تتناسب مع مركزه كلاعب دولى بينما كان يرى جميع زملائه ومن هم أقل منه شأنا فى عالم الكرة قد امنوا مستقبلهم.


 

نجم النجوم كان يعمل ظهورات بـ180 مليما


ورغم شهرة رضا التى ملأت الآفاق إلا أن الغرور لم يصل إليه ولم يتعالى على زملائه وأبناء بلده بل كان يذهب ويحل مشاكل الصديق والزميل ويتوسط لدى المسئولين ليلحقوا أصدقاءه فى الأعمال الحكومية وهيئة قناة السويس، بينما هو يعمل على بند “ظهورات” فى هندسة الرى بالإسماعيلية كعامل يومية بـ18 قرشا.


فى نهاية موسم 61 / 62 فقد رضا الأمل نهائيا فى المسئولين فانضم للنادى الأهلى بموجب الاستغناء القانونى الذى كان معه وقامت ضجة كبرى وثار الجمهور وهو – أى جمهور – نقطة الضعف فى حياة رضا الذى عدل عن قراره وضحى بمستقبله من أجل جمهوره وناديه.


واستقبله الجمهور استقبال الأبطال وتم تعيينه بمجلس المدينة بمرتب 20 جنيها حتى تدخل المحافظ الفريق محمد حسن عبد اللطيف – وسافر للقاهرة وعاد بوظيفة مساعد بالقوات الجوية للفنان رضا لكن شبح الاصابة ظل يطارده حتى سافر فى 18 مايو 1963 لإجراء جراحة، ليعود إلى الإسماعيلية بعد 25 يوما فيجدها تفتح ذراعيها لاستقباله بالورود والزينات والأغانى مما كان له فعل السحر فى نفس رضا فعاد يبهر الجميع بسحر العابه وداع مهيب للاعب خرافى


فى 24 سبتمبر 1965 لعب رضا مع الإسماعيلى فى مباراة تكريم رأفت عطية والتى اشترك فيها ستانلى ماثيوز ساحر الكرة الإنجليزية فى ذلك الوقت وقدم رضا فاصلا من أجمل فنون الكرة واحلى نمرة فى سيرك الدراويش واحرز هدف للإسماعيلى وانتهت المباراة 1/1 ويسافر بعدها للإسكندرية وفى طريق العودة للإسماعيلية يوم الثلاثاء الحزين 28/9/1965 ومعه صديقه الملازم إيهاب علوى انحرفت سيارة نقل جهته فانقلبت سيارة رضا وفتح الباب الملاصق لرضا فطار فى الهواء على بعد كيلو متر من مدينة إيتاى البارود، وتم نقله للمستشفى لكن روحه الطاهرة صعدت إلى بارئها إثر ارتجاج فى المخ وكسر فى الزور ويومها خرجت الإسماعيلية عن بكرة أبيها تحمل نعشه على الأعناق كما حملته وهتفت له عند النصر حتى روى جثمانه إلى مثواه الأخير فى مشهد مأساوى مهيب وسط حزن كبير وكتل من الجماهير لتطوى صفحة ناصعة لواحد من أعظم من لعبوا الكرة على الإطلاق.

نقلاً عن اليوم السابع