اسألوا أهل الذكر:الإفتاء تجيب..كيفية العلاج من الحسد بالأحاديث النبويه

كشفت دار الإفتاء المصرية عن كيفية وقاية المسلم نفسه ومن حوله من شر عين الحاقدين والحاسدين، وقالت الإفتاء ، خلال فتوى لها عن كيفية الوقاية من الحسد، إن “الحسد” هو أن يتمنى الحاسد زوال النعمة من المحسود، وهو من الأخلاق الذميمة والأمراض المهلكة التى أمر الله تعالى بالاستعاذة منها، حيث قال تعالى: ” قال تعالى: “وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”.

وأضافت دار الإفتاء : “وقد أخرج الإمام أحمد فى “مسنده” عن أبى هريرة رضى الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا”.

ولفتت إلى أن هناك أحاديث نبوية شريفة تؤكد أن “العين حق”، وتثبت أن الحسد حقيقة، منها ما روى الإمام مسلم فى “صحيحه” عن ابن عباس رضى الله عنهما، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: “العَيْنُ حَق، وَلَو كَانَ شَيءٌ سَابِقُ القَدَرِ سَبَقَتهُ العَين”، وفى “الصحيحين” من حديث السيدة عائشة رضى الله عنها، أَن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمرها أن تسترقى من العين”.

وتابعت: “الحسد يضر الحاسد فى دينه ودنياه أكثر مما يضر المحسود، فيضره فى دينه، لأنه يجعل الحاسد ساخطًا على قضاء الله كارهًا لنعمته التى قَسَّمَهَا بين عباده، ويضره فى دنياه، لأنه يجعل الحاسد يتألم بحسده ويتعذب ولا يزال فى غم وهم، فيهلك دينه ودنياه من غير فائدة .. أما المحسود فلا يقع عليه ضرر فى دينه ودنياه، لأن النعمة لا تزول عنه بالحسد، بل ما قدره الله تعالى عليه لا حيلة فى دفعه، فكل شيء عنده بمقدار”.

علاج الحسد

وأشارت الإفتاء إلى أنه صح أَن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ أنت الشافى لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما”… ويقول أيضًا: “أعوذ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ”.. أخرجه البخارى.

وفى حديث عثمان بن أبى العاص الثقفى لما شكا إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم وجعًا يجده فى جسمه منذ أسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: “ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِى تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ، ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ”.

وبناء على ما سبق وفى واقعة السؤال: فإن العين لها تأثير على الإنسان بالحسد كما ورد فى القرآن والسنة، وينبغى على الحاسد أن يبتعد عن هذا الخُلُق الذميم المنهى عنه شرعًا، فالحسد يضر الحاسد فى دينه فيجعله ساخطًا على قضاء الله، ويضره فى دنياه فيجعله يتألَّم بحسده ويتعذَّب ولا يزال فى غَمٍّ وهَمٍّ، وعلى المؤمن أن يعلم أنه لا يضره الحسد إلا ما قَدَّره الله عليه، فلا يجرى وراء الأوهام والدَّجَّالين، وينبغى عليه أن يُحَصِّن نفسه وأهله بقراءة القرآن والذكر والدعاء.