موقف بطولي.. قصة “شاب” حاول إنقاذ السكان من حريق ضخم فأصيب بحروق خطرة بالشرقية

“صوت انفجار مدوي وألسنة لهب تمتد لعدة أمتار ” مشهدا أثار الفزع في أحد شوارع منطقة القومية بمدينة الزقازيق فيما تقدم عدد من الشباب العاملين بالمحلات التجارية واهالي المنطقة لمحاولة إخماد النيران ماأسفر عن إصابة 8 أشخاص من بينهم “محمد محمود عبد الحليم” 18 عاما بائع خضروات كان أكثر المتضررين حيث ألتهمته النيران وأصيب بحروق بنسبة 70% حسب تقديرات الأطباء.

محمد شاب في مقتبل العمر لم يتردد ثانية واحدة في محاولة إخماد الحريق حيث حمل طفاية الحريق من محل يعمل به وهرول لمحاولة الإطفاء فيما يحتجز حاليا داخل العناية المركزة داخل مستشفى ههيا المركزي لتلقي العلاج اللازم.

وسط أجواء يتخللها الرعب والفزع تقدم “محمد محمود عبد الحليم” 18 عاما حاملا بيده إسطوانة إطفاء حريق أحضرها من محل خضروات يعمل به ويقع على بعد عدة أمتار من المخبز وأثناء وقوفه خارج المحل لمحاولة إطفاء النيران تصاعدت ألسنة النيران بشكل كثيف وامتدت خارج المخبز لمسافة تتجاوز نحو المترين لتلتهم النيران جسد الشاب ويصاب بحروق بنسبة تصل لـ 70 % فيما أصيب 7 آخرين بحروق بسيطة.

“أنا شكلي هيبقى أيه، أنا هقدر أقف وأمشي على رجلي تاني، أنا كنت خايف على الناس، مش زعلان بس صعبان عليا نفسي، خايف من بكرا” كلمات رددها الشاب الذي وجد نفسه يرقد على على سرير أبيض داخل العناية المركزة بمستشفى ههيا للحروق منذ أكثر من أسبوع لا يدري إذا ما كان يستطيع أن يعود إلى حياته الطبيعية قبل الحادثة أم أن الجانب المظلم سيطغى على مستقبله.

كلمات الابن الذي كاد يدفع حياته ثما لشجاعته تخترق قلب والدته التي تجلس بجواره كأنها أسهم مسنونة قبل أن تصل إلى مسامعها وسرعان ما تجمع شتاتها وتلملم جراحها وترسم ضحكة مصطعنة على وجهها وتردد عبارات تمني أبنها بالشفاء العاجل وأنه سيغادر المستشفى وكأن شيء لم يحدث.

وتقول “حنان فؤاد شوقي” 42 عاما ربة منزل مقيمة بعزبة مينا التابعة لمركز ههيا والدة الشاب “محمد”: ” من يوم الحادثة لم نشعر بالراحة وطوال فترة تواجدي مع أبني أحاول أن أرفع من روحه المعنوية وأأكد له أنه سيكون بخير وللتغلب على حالته النفسية السيئة أقوم بتشغيل فيديوهات فكاههية له على الهاتف حتى أنتزع الضحكة من بين ألامه”. وتابعت: ” قلبي بيتقطع على أبني.. وأحنا راضين بقضاء الله وقدره.. وربنا يصبرنا”. مشيرة إلى أنه أصيب بحروق في معظم أنحاء جسده.

وحول أحداث الواقعة قالت السيدة الأربعينية: “محمد يعمل في محل خضروات وفاكهة منذ عدة سنوات حيث اعتاد على العمل خاصة في فترات الإجازات من الدراسة لمساعدة والده على تحمل نفقات المعيشة وتوفير نفقات دراسته ومصاريفه الشخصية”. لافتة إلى أنه يدرس بالصف الثالث الثانوي الفني الصناعي.

وصمتت الأم قليلا لتسمح لدموع تمر من بين حفاتي عينيها واستأنفت حديثها قائلة: ” أبني غلبان وعايش في حاله.. وراجل من صغره “. مشيرة إلى أن لديها 3 أبناء غير محمد وهم فتاه تكبره واثنين أصغر منه بعدة سنوات.

وأردفت: ” محمد كان حلمه أنه يتطوع في القوات المسلحة وجاء الحادث ليضيع هذا الحلم إلى الأبد”. وبنبرة صوت حزينة طالبت الأم المكلومة وزارة الصحة بتوفير الرعاية الصحية اللازمة له خاصة أن علاج الحروق يحتاج لتكاليف باهظة. وقالت: ” كل الأدوية متوفرة في العناية المركزة ولكن إذا تقرر خروجه واحتجازه بقسم عادي سنتحمل شراء الأدوية والعلاج غالي”.

وطالب أهالي القرية الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية بمساعدة الشاب بتوفير وظيفة له تتناسب مع حالته التي سيكون عليها إذا قدر له الشفاء وتجاوز مرحلة الخطر.

وتلقت غرفة الأزمات والكوارث بديوان عام محافظة الشرقية بلاغًا بنشوب حريق في أحد المخابز بمنطقة “القومية”، على بعد أمتار قليلة من مبنى المحافظة، حيث يتم الدفع الفوري بسيارات الدفاع المدني والإطفاء للسيطرة على الحريق، وكذلك تم الدفع بعدد من سيارات الإسعاف، لنقل المصابين الـ 8 إلى مركز الحروق والجراحات التكميلية بمستشفى ههيا.