قصص من رحمة الرسول بالعصاة

الرحمة خلق إنساني حرض الإسلام المسلمين عليه  وسمى الله عز وجل نفسه الرحمن الرحيم وجعل التسمية لقراءة القرءان وكل عمل يقوم به الإنسان تتضمن هذين الاسمين  له عز وجل كما جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم في القرءان ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم )

وقد جاء فيما اخرج الإمام الترمذي في سننه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال ” الراحمون يرحمهم الله ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء ، الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله ومن قطعها قطعه ” . المقصود بمن في السماء الله عز وجل  فربط رحمة الله عز وجل برحمته  الآخرين .

وقد شملت رحمته صلى الله عليه وسلم حتى العصاة من المسلمين فقد ورد فى الحديث الشريف ان (أن رجلاً على عهْدِ النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله، وكان يُلَقَّبُ حِمَاراً، وكان يُضحِكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم قدْ جلدَه في الشَّراب (الخمر)، فأُتيَ به يوماً فأمَرَ بِهِ فجُلِدَ، فقال رجلٌ مِن القوم: اللَّهُمَّ العَنْه، ما أكثر ما يُؤتَى به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تَلْعَنُوه، فوالله ما عَلِمْتُ إلَّا أنه يُحِبُّ اللهَ ورسولَه) روه البخاري. وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم لمن لعَنَه: (لا تلعنْه فإنه يحبُّ اللهَ ورسولَه).

كما ورد في حديث أبو هريرة  رضي الله عنه قال: (أُتيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بسَكران، فأمر بضَربه، فمِنَّا مَن يضربه بيده، ومنَّا مَن يضربه بنعله، ومنَّا مَن يضربه بثوبه، فلمَّا انصرف، قال رجلٌ: ما له؟! أخزاه الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا عونَ الشَّيطان على أخيكم)

ومن رحمة النبي بالعصاة والمذنبين عن أنس قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدا فأقمه علي، قال : ولم يسأله عنه، وحضرت الصلاة فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، قام إليه الرجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم فيَّ كتاب الله.قال: أليس قد صليت معنا؟ قال: نعم، قال: فإن الله قد غفر لك ذنبك، أو قال: حدك “

كما جاء فى الحديث الشريف عن ابى هريرة فى قصة الصحابي الذى واقع امراته فى نهار رمضان انه قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت.قال: «مالك؟»قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل تجد رقبة تعتقها؟»قال: لا .قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟»قال: لا.قال: «هل تجد إطعام ستين مسكينا؟»قال: لا.قال: «اجلس».ومكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر- والعرق المكتل الضخم- قال: «أين السائل؟»قال: أنا.قال: «خذ هذا فتصدق به» .فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر من أهل بيتي!فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، ثم قال: «أطعمه أهلك»