يحتفل المصريون كل عام، في فصل الربيع، بعيد شم النسيم، والذي يعد من أقدم الأعياد عند المصريين، فيرجع الاحتفال به إلى عصر القدماء المصريين، فقد ذكر هيرودوت الملقب بأبي التاريخ، أن المصريين يملحون السمك، ويأكلون الخس والبصل في عيد شم النسيم، وكان يطلق عليه عيد «شمو» عند القدماء، كما عرفوه بعيد بداية الخلق أو «عيد الربيع»، وظل المصريون يحتفلون به منذ أكثر من 3000 عام وإلى الآن، وقد كشف المعهد القومي للبحوث الفلكية، عن موعد شم النسيم لعام 2024م، وفق الحسابات الفلكية، معلنة أنه سيكون يوم الاثنين 6 مايو 2024م، وبهذه المناسبة يثار الجدل حول حكم أكل الفسيخ والاحتفال بشم النسيم، وقد حسمت دار الافتاء هذا الأمر مؤخرًا، وهذا ما سنوضح تفاصيله في السطور التالية، وموضوعات أخرى ذات صلة.
حكم أكل الفسيخ
اختلف الفقهاء حول حكم أكل الفسيخ، وسبب الخلاف يرجع إلى أنه غالبًا لا يستخرج ما في بطنه، فضلًا عن عدم حسم نوع المادة التي تُخرج من بطنه، هلى هي دم أم لا؟ وإذا كان دم، فهل هو طاهر أو نجس، وقد ذهب القائلون بطهارته، إلى أنه مثل السمك وكذلك الميتة، وعليه فإن ما في جوفه وما يسيل منه حلال، وهذا ما قال به الحنابلة، وذهب إليه أيضًا الحنفية، كما قال البهوتي: “دم السمك طاهر مأكول كميتته”، واعتبر الاحناف أن الخارج من السمك ليس بدم، لأنه لا دم له عندهم، واختلف معهم في هذا الحكم جمهور المالكية والشافعية وكذلك السيوطي، حيث يرون أن أنه نجس لنجاسة ما في جوفه عندهم، ولسيلان الدم من بعضه إلى بعض، والخلاصة أن أغلب أهل العلم يرون أن الفسيخ طاهر وأكله مباح شرعًا، وإن ثبت ضرره فيكون الأولى تجنب أكله لتغير رائحته، وخروجًا من الخلاف.
هل الاحتفال بشم النسيم جائز
أكدت دار الافتاء المصرية، أن شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، وقد أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، بأن الاحتفال بشم النسيم جائز، وغير مخالف للشرع على الإطلاق، موضحًا أن العادات والأعراف طالما أنها لا تخالف الشرع فهى جائزة، موضحًا أن الاحتفال بهذه المناسبة لا يرتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية، فالمصريون يحتفلون جميعًا في هذا الموسم بقدوم فصل الربيع؛ بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية؛ كتلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا.