دروس من كارثة كينيا.. ضرورة مراجعة معايير سلامة السدود في المناطق الحارة

تعرض سد كيجابي في منطقة ناكورو بدولة كينيا لانهيارات خطيرة نتيجة الأمطار الغزيرة وفيضانات الكتل الصخرية، مما أسفر عن وفاة أكثر من 50 شخصًا ونزوح أكثر من 200 ألف شخص. ويأتي هذا الانهيار ليذكرنا بسوابق مماثلة في السدود الصغيرة بالمناطق الاستوائية، مما يجعل ضرورة مراجعة معايير سلامتها وتقييمها أكثر أهمية خاصةً مع استمرار موسم الأمطار.

انهار سد كيجابى (Kijabe) بمنطقة ناكورو (Nakuru) بدولة كينيا، بسبب الأمطار الغزيرة لهذا المووسم الذي بدأ في الأول من مارس الماضي وسيستمر حتى نهاية مايو القادم.

وصرح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة، أن الانهيار أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصًا وتشريد أكثر من 200 ألف شخص من مناطقهم بسبب الفيضانات التي جرفت الصخور والطمي وبقايا الأشجار، وتبعه انهيارات صخرية، ويعتبر من بين السدود الصغيرة على روافد منطقة الأخدود الأفريقي الشرقي المارة بكينيا.

وأضاف الدكتور عباس شراقي في تصريحات لـ “صدى البلد”: هذا يجعلنا نتذكر ما حدث في 12 مايو 2018 بانهيار سد باتل في كينيا الذي أسفر عن وفاة 50 شخصًا أيضًا وتدمير العديد من المنازل، وكانت سعته الاحتياطية أقل من 200 مليون متر مكعب، وسد بوط في ولاية النيل الأزرق بالسودان في 29 يوليو 2020، الذي دمر أكثر من 600 منزل وأجبر على تشريد المئات.

ضرورة إعادة النظر في معايير سلامة السدود في المناطق الاستوائية

وشدد الدكتور عباس شراقي على وجود المئات من السدود الصغيرة في كينيا والمناطق الاستوائية، معظمها بناء خاص وبعضها غير مرخص من قبل السلطات وغير متوافقة مع المعايير الهندسية، وتستخدم في ري المزروعات وتربية الأسماك، ويتم حاليًا إعادة النظر في السدود الكينية وتقييمها وإجلاء السكان من مناطق السدود الضعيفة خاصة مع استمرار موسم الأمطار.

وأكد أن منسوب بحيرة فيكتوريا تجاوز أعلى مستوى له 1136.81 متر ما يعادل الرقم القياسي السابق في 17 مايو 2020، ومن المتوقع أن يتجاوز الرقم القياسي في الأيام القادمة.