إن الطائر المعروف باسم أبو مقص يشكل مصدر رهبةٍ لدى الكثيرين نظرًا للأصوات القوية الصادرة عنه والتي تشبه أصداء إطلاق النار من رشاشات الأسلحة ويحتل هذا الطائر مكانة بين أطول الطيور من حيث طول المنقار، حيث يأتي في الترتيب الثالث فإنه ينتمي إلى فئة (Balaeniceps) وله عائلة خاصة به هي (Balaenicipitidae) والاسم أبو مقص مستوحى من حجم منقاره الكبير الذي يمكن أن يكون بحجم الرأس نفسه أو أكبر وهناك أيضًا من يدعوه بـ”أبو مركوب” لتشابه منقاره مع شكل الحذاء المعروف بالمركوب، وهو نوع تقليدي من الأحذية الرجالية في السودان ويُصنف أبو مقص ضمن فئة الطيور الثابتة الأقدام التي تشمل اللقلق ومالك الحزين وحاليًا، هذا الطائر يواجه خطر الانقراض بسبب المهددات التي تطال بيئته الطبيعية.
هل يطير أبو مركوب أم لا
تميل هذه الفئة من العصافير إلى الاستقرار في مكان معيّن، ولكنها قد تحول مكانها بين الحين والآخر بحثًا عن الطعام، خصوصًا حين تقل مصادر الغذاء في بيئتها الطبيعية وتتسم هذه الطيور بمقدرتها العالية على الطيران رغم انحناء رقبتها للوراء أثناء الطيران وتتميز بأنها تحلق بسلاسة وبسرعة منخفضة قريبًا من الأرض ولديها القابلية على الانزلاق فوق سطح الماء، إلى جانب استغلالها للتيارات الهوائية العالية لتنقل عبر السماء.
أنثى أبو مركوب
تضع أنثى طائر أبو المركوب من بيضتين إلى ثلاث، وتستغرق مدة حضانتها حوالي شهر ويشارك الذكر والأنثى في مسؤولية الحفاظ على العش وحمايته من أي أخطار محتملة، ويتعاونان معًا في توفير الغذاء والعناية بالمكان و بعد مرور خمسة وثلاثين يومًا، يشرع الزوجان في الصيد بينما يكون صغارهم بالفعل قادرين على الدفاع عن أنفسهم ومع ذلك، لا تتمكن الفراخ من الطيران حتى تتراوح أعمارهم بين مائة إلى مائة واثني عشر يومًا، وخلال هذا الوقت كله يواصل الوالدان تغذيتهم ويصل هذا النوع من الطيور إلى مرحلة النضوج الجنسي بعد مضي ما بين ثلاث سنوات وأربع سنوات، وقد يعمر لمدة تزيد على خمس وثلاثين سنة تحت ظروف التربية في الأسر.