أثير مؤخراً نقاش واسع حول مصطلح “مواعين” العربية بحد ذاتها تمثل محيطاً زاخراً بالمعاني والتعبيرات المتنوعة، إلا أن هناك من يستمر في البحث عن دلالات الكلمات الدارجة أو العامية التي يُشَاع استعمالها في التواصل اليومي “مواعين” تُعتبر من بين تلك الكلمات التي لفتت اهتمام الدارسين والمشتغلين بالفصاحة العربية وإذا كنت تتساءل عن المغزى من ذلك المصطلح، فلنقدم توضيحاً بأن “مواعين” هي في الأصل جمع لكلمة “موعنة” التي تشير إلى المقتنيات المهيأة بعناية، ورغم ندرة انتشارها في الاستخدام الروتيني، إلا أنها تحمل بين طياتها معنى بالغ الأهمية في سياق اللغة العربية.
مفرد كلمة مواعين
في نقاش تفصيلي عن هذه القضية، شدد الأستاذ الدكتور نور الدين عابدين، الأستاذ بقسم اللغة العربية في جامعة الإسكندرية، على أن اللفظ الأصلي لكلمة “مواعين” هو “ماعون”، وقد بيّن بالتفصيل كيف تطورت الكلمة لغوياً إلى مصطلح “مواعين”، مفسراً أنها تعبر عن كافة الأدوات والأواني التي تُستخدم في مطبخ البيت، والتي تُعين ربة البيت في عمليات الطبخ، مُقدماً شرحاً شاملاً لدلالة الكلمة، مع الإشارة إلى أصل التسمية.
بهذه التسمية، يُسلط ضوء إضافي على معنى الكلمة وكيفية توظيفها.
شرح تفصيلي لكلمة مواعين
في سياق متباين، نوّه البروفيسور نور الدين عابدين إلى معنى كلمة “مواعين” مشيرًا إلى أنها استُخلِصت من اللفظ “ماعون” الذي ذُكر في القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى “يمنعون الماعون”، وبين أن الكلمة كانت تُستخدم للدلالة على الأشخاص الذين يحجمون عن إعطاء العون للآخرين وتطور مفهومها شيئًا فشيئًا حتى غدت “مواعين” تُطلق على كلّ ما يُمكن أن يُقدم العون للإنسان ولم تقتصر دلالتها على الأواني المستخدمة في المطبخ، وفي هذا الإطار، تستند كلمة “مواعين” في تأصيلها اللغوي إلى الجذر “معون” الذي يرتبط بمعنى المساعدة بوجه عام في العربية.