“لونها أحمر زي الطماطم” بحيرة الناطرون بشمال تنزانيا تزيد دهشة الجميع كل يوم.! معجزة من السماء ولغز عجز الجميع عن حله!

 

هل رأيت من قبل بحيرة تتميز بأحمرار فاتن؟ إنه منظر ساحر يخطف انتباهك شيئاً فشيئاً فيجعلك تغفل عن كل ما يحيط بك لكن كن حذراً فهذا الجمال مضلل، ففي لمح البصر قد تصبح تمثالاً ناطقاً بصور الموت، هي “ميدوزا” العصر الحديث، تجذبك نحو فتنتها وبسرعة تجد نفسك غارقًا في جوف الهاوية، هذه البحيرة التي تخفي في طياتها لغز تحنيط الفراعنة وتمكنت من صنع تمثال من حيوانات بائسة كانت جاهلة بما يخبئ لها المستقبل.

الجمال الخداع.. ليس كل ما يلمع ذهبًا

يوجد في شمال تنزانيا بالقرب من الحدود مع كينيا في شرق القارة الافريقية بحيرة وتمكنت من لفت الأنتباه نحوها وجعلت الناس يتساءلون عن سر ظهور هياكل عظمية محنطة لطيور وحيوانات على سطحها، والتي تبعث الخوف في قلوب البشر ولنبدأ بالتساؤل أولاً، كيف تكونت هذه البحيرة من الأساس؟

بحيرة اللون الوردي الكوكتيل القاتل

في الماضي، تواجد بركان اُعتبر مميزاً يحمل اسم “أولدوينيو لنغاي” ولم تظهر الحمم البركانية باللون البرتقالي أو الأحمر القاني كما هو معتاد في البراكين الأخرى، وأيضاً لم تكن تتمتع بدرجة حرارة مرتفعة جداً فإذا اقتربت لتشاهد من خلال فوق البركان، ستلمح الأحجار البركانية السوداء الشديدة، تحتوي على البوتاسيوم المذاب وكذلك على كربونات الصوديوم، والتي تعلم أنهما مكونان رئيسيان في تصنيع مواد التنظيف وهذه المواد ستلاحظ كيف تندمج وتنحل بسرعة في ماء بحيرة النطرون.

من الناحية المقابلة يتدفق نهر “إيواسو نيرو” الجنوبي، والذي يأخذ مصدره من أراضي كينيا وتُعتبر الينابيع الدافئة المليئة بالمعادن وبالأخص نوعية ملح النطرون العنصر الأساسي في تدفق المياه إلى بحيرتنا، والذي اشتق منه اسمها ومع ذلك، لا يجوز نسب هذا الدور إلى الينابيع وحدها.

و هذه البحيرة المرعبة، حيث يتغلغل اللون الدموي في مياهها كالسائل الحارق، ليس مجرد جمال طبيعي بل بقعة غامضة تحمل قصة علمية مثيرة للاهتمام فهي ليست سوى مرآة تعكس عجائب الطبيعة، حيث تنشأ هذه اللوحة المرعبة من تفاعل معقد بين مجموعة من البكتيريا المتخصصة تعرف بـ “الهالواركيا” و تعيش هذه الكائنات المجهرية في الظروف القاسية للبيئة القلوية والمالحة، مما يزيد من تعقيد هذه الظاهرة الطبيعية الرهيبة.

فعندما تتفاعل هذه البكتيريا مع العوامل البيئية مثل الحموضة المتزايدة والحرارة المرتفعة والمعادن، تبدأ في إفراز مواد كيميائية تؤدي إلى تغيير لون الماء إلى الأحمر الزاهي، مما يضفي على المنظر طابعاً من الغموض والرعب وبهذا الشكل، يتجدد دور الطبيعة في إبهارنا وإدهاشنا، ويبقى الإنسان مشاهداً صامتاً أمام هذا الدوران اللامتناهي لعجائب الكون.