القهوة من المشروبات التي يتهافت الكثيرون على تناولها خاصة الشباب على المقاهي وغيرها من الأماكن التي يحبون التجمع بها، فهي تعد المشروب الصباحي الأساسي لمعظم الأشخاص في وقتنا الحاضر؛ نظراً لكونها تتمتع بمذاق، ورائحة منعشة، ومنبهة لكافة حواس الإنسان، لكن قد يتم احتسائها بطرق مختلفة، إذ ثمة من يفضلها سوداء دون إضافة شيء حتى تعينه على اليقظة والتركيز، فيما يفضل آخرون أن يضيفوا لها الحليب ما يجعلها لذيذة بالنسبة إليهم، لكن أثار حالة من الجدل الصحي حول تأثير إضافة الحليب على الصحة، لمعرفة ما إذا كان يعود بالنفع، أم إنه يجعل فنجان القهوة غير ذي فائدة.
تناول القهوة بدون حليب
وفي هذا الإطار، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في مدينة غراتس النمساوية أن اختلاف نوع القهوة، سواءً بالحليب أو بدونه، يمكن أن يكون له تأثير على الإنسان، فالطعم هنا ليس الاختلاف الوحيد، بل يمتد التأثير على الصحة العامة، حيث أوضحت الدراسة أن تناول القهوة بدون حليب هو الأفضل من الناحية الصحية، وذلك استنادًا إلى تفعيل عملية الالتهام الذاتي في الجسم حيث تقوم بتنظيف وتطهير الخلايا، وذلك حسب البروفيسور فرانك ماديو المشرف على الدراسة مشيرا إلى أن هذه العملية في الجسم تشبه بشكل أساسي تنظيف الجسم لنفسه أثناء الصيام.
دارسة حديثة
كما أشارت دراسة حديثة أخرى تم نشرها في موقع Future Zone.de الألماني، أن تناول القهوة بدون حليب من الأمور المحفزة لعملية الالتهام الذاتي في الجسم، مؤكدة أن وجود مادة الحليب يمكن أن تثبط من التحفيز الذي تقوم به القهوة.
وتقول الدراسة إن عملية تطهير الخلايا والتي أطلق عليها اسم علمي Autophagie تساهم في تحديد وتدمير الأجزاء الخلوية القديمة والتالفة، مما يعزز صحة الأعضاء المختلفة مثل الكبد والعضلات الهيكلية والقلب.
الحليب مع القهوة
أكدت الدراسات التي تم إجراؤها أن الحليب يتمتع بخصائص لها القدرة على إعاقة هذه العملية في الجسم أو تقلل من فعاليتها، حيث تم رصد تحفيز الأوتوفاجي بشكل كبير في الأعضاء المختلفة في الدراسة بين ساعة وأربع ساعات بعد تناول القهوة بدون حليب، كما أوضحت الدراسات أن الحليب يؤدي إلى تراجع عناصر مضادة للأكسدة في مشروب القهوة، في حين أن تلك المكونات مفيدة للصحة.
بدائل للاستغناء عن الحليب
أوصى الباحثون بتناول القهوة بشكل أفضل بدون حليب او مع حليب نباتي مثل حليب اللوز أو حليب جوز الهند لدعم فعالية عملية الأوتوفاجي. ويشير الباحثون إلى أن بعض بدائل حليب الحيوانات مثل حليب الصويا والقمح يحتويان على مركب يسمى “السبيرميدين” الذي يحفز عملية الأوتوفاجي.