هل اقتربت نهاية البشر؟.. درجات حرارة قياسية صيف 2024 مع اشتداد ظاهرة النينيو

ظاهرة النينيو أو التذبذب الجنوبي (ENSO) مصطلح أثار حالة من الهلع في نفوس العلماء حول العالم، خاصة أنهم توصلوا إلى تعريف دقيق له تمثل في سلسلة من أحداث الاحترار والتبريد التي تحدث على طول خط الاستواء في المحيط الهادئ، وتحدث هذه الظاهرة عندما يكون هناك انخفاض في كمية المياه الباردة التي تزيد عن سطح البحر بالقرب من أمريكا الجنوبية، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة درجات حرارة سطح البحر عبر المحيط الهادئ، مما ينعكس بعد ذلك على درجة حرارة الغلاف الجوي التي بالإمكان أن تصل إلى درجات حرارة قياسية غير مسبوقة.

ظاهرة النينيو وصيف عام 2024

كشف فريق دولي من علماء المناخ خلال دراسة أجريت مؤخرًا أن هناك احتمال بنسبة كبيرة تصل إلى 90% أن يسجل صيف عام 2024 رقمًا قياسيًا جديدًا لم يحدث من قبل في متوسط درجات حرارة الكرة الأرضية، موضحين خلال تقريرهم الذي نشرته إحدى المجلات المتخصصة في الشأن المُناخي أن هناك ارتباط وثيق بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة حدة ظاهرة النينيو المناخية التي تتحكم في التيارات الهوائية فوق المحيط الهادئ وبالتالي هي متحكمة في حالة الطقس.

ظاهرة النينيو وصيف عام 2024
ظاهرة النينيو وصيف عام 2024

تأثير ظاهرة النينيو في مناخ الأرض

ووفقًا للعلماء فقد أظهرت الحسابات احتمالية تسجيل درجات حرارة على كوكب الأرض لم يسبق لها مثيل، بالإضافة إلى احتمال تسجيل درجات حرارة صيفية قياسية في العديد من المناطق الجغرافية حول العالم تتجاوز الـ 90%، وأشار العلماء وفقًا لما نشرته المجلة إلى أن ظاهرة النينيو هذا العام إذا كانت معتدلة أو قوية لن يختلف الأمر كثيرًا، حيث سيؤثر اتجاه الظاهرة بشكل خاص في حدوث موجات حارة لمدة عام تقريبًا بمناطق البحر الكاريبي وخليج البنغال وبحر الصين الجنوبي.

واستطاع فريق علماء المناخ الدولي، برئاسة البروفيسور كونجوين تشو من الأكاديمية الصينية لعلوم الأرصاد الجوية، التوصل إلى أن ظاهرة النينيو تمكنت من الحفاظ على قوتها في العام الماضي وبالإمكان أن تشتد خلال عام 2024، وهو ما قد يؤدي إلى تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري على كوكب الأرض، معللين ذلك من خلال استنادهم إلى دراسات كيف تغيرت درجات الحرارة في العالم خلال أعوام 1880- 2023؟، مقارنة بتغير شدة ظاهرة النينيو خلال نفس الفترة الزمنية.

ووفقًا للنتائج التي توصل إليها العلماء وضعوا برنامج يسمح بالتنبؤ في كيفية تأثير ظاهرة النينيو على درجات الحرارة، وأظهرت النتائج أن درجات الحرارة في العالم ستكون أعلى مما كانت في منتصف القرن العشرين بمتوسط مقدار 1.03 – 1.2 درجة مئوية، وسيشمل هذا الارتفاع مناطق من بحر الصين الجنوبي، والبحر الكاريبي، الهند وبنغلاديش قبالة ساحل خليج البنغال، إلى جانب مناطق عديدة قبالة الساحل الشرقي لإفريقيا وشمال غرب أمريكا الجنوبية وألاسكا، ويستمر نحو 150 – 250 يومًا ما يهدد حياة النباتات والحيوانات ويُشكل خطورة كبيرة على صحة البشر.