بعد الثناء على الله وصلى الله وسلم على رسوله وعائلته وصحبه، يُشير إلى أن نزول العديد من السور القصار جاء في دفعة واحدة وهذا أمر معلوم بعض هذه السور تشمل السورة الكوثر والفيل والنصر والكافرون والإخلاص والمعوذتين وغيرها أما بالنسبة للسور الطويلة، فقد أُخبر في الآثار أن نزول سورة الأنعام جاء دفعة واحدة، وأن هذا الأمر شهده سبعون ألف ملك، وهو ما ورد في كتب التفسير والأحاديث المرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فضل هذه السورة وفرح النبي بها
بسم الله الرحمن الرحيم،
نزلت سورة الأنعام من سور القرآن الكريم، وهي من السور المكية، وتمرت بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة بعد سورة الحجر وقبل سورة الصافات، وإجمالي عدد آياتها 165 آية تم تسميتها بهذا الاسم نظرًا للإشارة فيها إلى الأنعام كأحد أهم مصادر الثروة في بيئة العرب، ومصدر لقوتهم ومعيشتهم نزلت سورة الأنعام جملة واحدة ردًا على المشركين الذين كانوا ينكرون فكرة البعث والنشور ويشككون في نزول القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا: “لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً” (الفرقان: 32) رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح بنزول هذه السورة بشدة، واستقبلها بالتهليل والتسبيح وعن جابر رضي الله عنه، قال: “لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْعَامِ سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: «لَقَدْ شَيَّعَ هَذِهِ السُّورَةَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا سَدَّ الْأُفُقَ»” (أخرجه الحاكم) من المعلوم أن سورة الأنعام نزلت بمكة ليلاً جملة واحدة، وكان حولها سبعون ألف ملك يحيطون بها ويسبحون الله سبحانه وتعالى وهذا ما ذكره ابن عباس رضي الله عنه ونزلت سورة الأنعام معها موكب من الملائكة، كما ذكره السدي.
فعلاً، هذا النزول العظيم لسورة الأنعام كان مناسبة لفرحة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسبيح الملائكة حولها ولنحمد الله ونكبره ونقول: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.