الجفاف يكشف عن مدينة أرجنتينية مغمورة فى الماء منذ 46 عاما

كشفت الموجة الجافة التي تمر بها الأرجنتين عن مدينة ميرامار القديمة، والتي حدثت بعد جفاف مياه بحيرة مار تشيكيتا، التي تقع في منطقة قرطبة بالأرجنتين، والتي دمرتها المياه في السبعينيات في فيضان تاريخي حدث في عام 1977، والذي غمر حوالي 60% من المدينة الوحيدة التي كانت تقع على هذه البحيرة، وهذ حسب ما ذكرته صحيفة “الباييس” الإسبانية.

ويذكر كاستلينو، البالغ من العمر 60 عامًا، قائلاً: “كان من المستحيل الاستمرار في تلك البقعة”. “كان لدينا دائمًا أمل العودة، ولكن الآن غمرت المياه المنزل بالكامل ولم نتمكن من العودة بعد الآن”.

تُعَدُّ هذه البحيرة أكبر بحيرة مَلِحَة في أمريكا الجنوبية والخامسة في العالم، ومحتواها من الملح يصل إلى 82 غرامًا لكل لتر، أي ثلاثة أضعاف محتوى المحيط.

بالإضافة إلى ذلك، تَحتَوِي هذه البحيرة على عناصر معدنية أُخرَى تُعْطِي للماء والطين خَصَائِصَ عِلاجِيَّةً مُشَابِهَةً لتلك الَّتِي تتواجد في بحر الميت.

ظهور ميرامار جاء نتيجة لتلك السمات حيث استقروا المهاجرون الأوروبيون في حوض البحيرة في نهاية القرن التاسع عشر خلال فترة الجفاف.

وأفاد إنريكي بوشر، الأستاذ الفخري في جامعة قرطبة الوطنية، والباحث في المجلس الوطني للبحوث العلمية والتقنية (Conicet)، بأن هذه الظاهرة تتسببها عاملان: أولهما  تراجع ملموس في هطول الأمطار في جميع مناطق المنطقة، المترابط مع التغيرات المناخية الحديثة، ثانيهما استعمال المياه بشكل مكثف تزايدًا لأغراض الري.