ما هي صلاة الغفلة وكيف تصلى؟.. دار الإفتاء تجيب

ردت دار الإفتاء المصرية، على سؤال لأحد المواطنين ورد إليها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، نصه: “ما هي صلاة الغفلة وفضلها وكيف تصلى وكم عدد ركعاتها، وما الفرق بينها وبين صلاة الأوابين؟ “، موضحة أنها تطلق بالاشتراك على صلاة الضحى وعلى النفل الذي يصليه الإنسان بعد المغرب إلى العشاء فهي صلاة نافلة، وتؤدى مثل باقي الصلوات، أكثرها عشرون، وأقلها ركعتان، مؤكدة على ضرورة الحفاظ عليها لأنها من النوافل.

ما هي صلاة الغفلة وكيف تصلى

وأكدت دار الإفتاء، أن فقهاء الشافعية نصوا على أنها “أسنى المطالب” (1/ 206، ط. دار الكتاب الإسلامي)، موضحة أنها تسمى صلاة الغفلة؛ لغفلة الناس عنها واشتغالهم بغيرها من عشاء ونوم وغيرها، مضيفة أنها من صلاة النفل الذي بعد المغرب وسمى بصلاة الأوابين؛ لأن فاعله رجع إلى الله تعالى وتاب مما فعله في نهاره، فإذا تكرر ذلك منه دل على رجوعه إلى الله تعالى.

عدد ركعات صلاة الغفلة

وأوضحت دار الإفتاء، أن الشافعية قالت إن صلاة الغفلة أكثرها 20 ركعة بين المغرب والعشاء، وأقلها ركعتان، وسنة المغرب يمكن أن تندرج بها، مضيفة أنها تسمى صلاة الأوبين لما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أوصاني خليلي صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد” متفق عليه، وفي رواية: “وأن لا أدع ركعتي الضحى فإنها صلاة الأوابين” رواه أحمد.

ما هي صلاة الغفلة وكيف تصلى؟.. دار الإفتاء تجيب

الحفاظ على صلاة الأوبين

وتابعت: “ما ورد بشأن صلاة الأوابين أنها النفل الذي يصلى بعد المغرب؛ لما رواه محمد بن المنكدر مرسلًا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من صلى ما بين المغرب إلى صلاة العشاء فإنها صلاة الأوابين، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “صلاة الأوابين ما بين أن يلتفت أهل المغرب إلى أن يثوب إلى العشاء” رواه ابن أبي شيبة، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: “صلاة الأوابين: الخلوة التي بين المغرب والعشاء حتى يثوب الناس إلى الصلاة” رواه ابن المبارك في “الزهد”.

الحث على الصلاة بين العشاءين

وأكدت دار الإفتاء، أنه ورد الحث عمومًا على الصلاة بين العشاءين في بعض الأحاديث النبوية؛ لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَيْنَهُنَّ بِسُوءٍ، عُدِلْنَ لَهُ بِعِبَادَةِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً» رواه الترمذي وابن ماجه، وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَلَّى بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ عِشْرِينَ رَكْعَةً، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» رواه ابن ماجه، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ غُفِرَ لَهُ بِهَا ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَة» رواه محمد بن نصر المروزي.

وأكملت: “ورد أيضا أن السلف رضوان الله عليهم كانوا يجتهدون في إحياء الوقت بين العشاءين بالصلاة ويحرصون على ذلك؛ فعن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال: ما أتيت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في تلك الساعة -يعني بين المغرب والعشاء- إلا وجدته يصلي، فقلت له في ذلك، فقال: نعم ساعة الغفلة؛ يعني ما بين المغرب والعشاء. انظر: “الزهد”، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “من أدمن على أربع ركعات بعد المغرب كان كالمعقب غزوة بعد غزوة”.