“رغم إنه سنة عن الرسول” .. الإفتاء توضح حكم ترك السحور وتأثيره على صحة الصيام

مع دخول شهر رمضان المبارك، تكثر أسألة المسلمين حول بعض الإشكاليات التي تعترضهم خلال الشهر، حينها لا يجدون بُدّا من اللجوء إلى أهل العلم والاختصاص بغيّة سؤالهم وتوضيح لهم الأحكام التي يجهلونها في الدين، فهناك أحكام تتعلق بصحة الصيام نفسه لا يدركها البعض، وأحكام تنقص من فضل الصيام وحسب ولا تؤثر على صحة الصيام، وأحكام تُكره بعض الأفعال خلال الشهر، ليبرز هنا دور الإفتاء في توضيح كل هذا للعامة من المواطنين ممن ليسوا أهل اختصاص في الأمور الدينية.

هل ترك السحور ينقص من ثواب الصيام ؟

يلجأ البعض إلى عادة ترك السحور منذ صغره، وتتعدد الأسباب حول هذا الأمر، وربما لا يرى فيه إشكالا من الأساس، لكن ربما يخوفه أحد أقرانه ممن ليس هو أهل اختصاص في الدين هو الآخر من بطلان صحة صيامه إذا لم يسبقه سحور كما كان يفعل رسول الله، ليوضح عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية الشيخ محمود السيد، أن عادة ترك السحور لا تؤثر بالمرة على صحة الصيام، إذ أن السحور ليس بالركن في الدين ولا الواجب، وإنما هو فعل مستحب وسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عنه:

“السُّحُورُ أَكْلَةٌ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ”.

https://www.facebook.com/200895559940234/posts/2659622614067504/

لماذا رغّب الرسول في تأخير السحور؟

يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏ما زالت أمتي بخير ما عجّلوا الفطور وأخّروا السحور”‏، ليتساءل البعض حول حكمة رسول الله في هذا الأمر، ليوضح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة، أن كل أمور رسول الله كانت لها حكمة، سواء نفسية أو جسدية أو غير ذلك مما لم نعلمه بعد، حيث أكد الكثيرون من علماء الصحة أن في عادة تأخير السحور إفادة عظيمة للجسم، وذلك لأنها تخفف عن الصائم مشقة الصوم طيلة النهار، هذا بالإضافة إلى أن رسول الله كان يرى في تأخير السحور بركة، سواء في الجسد أو الوقت، فهو كان يترك بين السحور وأذان الفجر مقدار 50 آية فقط.