“على الدولة أن تحمي أفرادها من مصاصي دماء الشعوب” مركز الأزهر العالمي للفتوي يصدر بياناً بشأن احتكار السلع ويبن الحكم الشرعي

شهدت الفترة الحالية وخاصة منذ بدأ الحر بين روسيا وأوكرانيا،  شدة أسعار السلع والمنتجات، ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وشهدت بعض السلع احتكار من التجار،  وأوضح المركز العالمي للفتوي، التابع للأزهر الشريف،  أنه إذا كان الإسلام، أرشد إلى طريق الكسب الحلال من خلال التجارة والبيع والشراء ونحو ذلك في قوله تعالى: {وَأَحَلَّ ﷲ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275].

وأكد المركز العالمي للفتوى أن شريعة الإسلام قد ضبطت هذه المعاملات بما يجب أن تكون عليه من مراعاة حقوق الناس، وإقامة العدل بينهم، وحرمة أكل أموالهم بالباطل؛ فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لا تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ..}. [النساء: 29]، وللدولة أن تحمي أفرادها من مصاصي دماء الشّعوب.

وأكد أن احتكار السلع واستغلال حاجة الناس إليها جريمة دينية واقتصادية واجتماعية، وثمرة من ثمرات الانحراف عن منهج الله سبحانه؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنِ احْتَكَرَ فَهو خاطِئٌ». [أخرجه مسلم]، سواء في ذلك الأقوات والأدوية وغيرهما من السلع التي يحتاج الناس إليها؛ ذلك أنه من المقرر فقهًا أن: «الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أم خاصة»، فمواقع الضرورة والحاجة الماسَّة مُستثناة من قواعد الشَّرع وعموماته وإطلاقاته.

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى أن الإحتكار المحرم شامل لكل ما تحتاج إليه الأمة من الأقوات والعلاجات والسلع والعقارات من الأراضي والمساكن، وكذلك العمال والخبرات العلمية والمنافع؛ لتحقق مناطه، وهو الضرر اللاحق بعامة المسلمين جراء احتباسه، وإغلاء سعره.

ولفت إلى أنه لا شك أن الذي يُضيِّق على المسلمين في معايشهم وفيما يحتاجون إليه من السلع الضرورية، غذائيةً أو طبيةً ونحو ذلك، ويشتريها كلها من السوق حتى يضطر الناس إلى أن يشتروها منه بثمن مرتفع، يسلك سلوكًا مُحرّمًا، ويجب الأخذ على يده من قبل الجهات المختصة.